خدمات عبر الانترنت

كلمة السيد زمالي بمناسبة تنصيب الاتحادية الوطنية للأساتذة الجامعيين

في 3 فيفري 2019

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

• زميلي معالي الدكتور طاهر حجار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي،
• السيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين،
• السيد والي ولاية باتنة،
• حضرات الأساتذة والباحثين،
• أسرة الإعلام.
• السيدات والسادة الحضور،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يُسعدني في البداية، أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى السيد عبد المجيد سيدي سعيد، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين على دعوته الكريمة لحضور أشغال هذا المؤتمر الذي من خلاله سيتم الإعلان عن تنصيب الفدرالية الوطنية للأساتذة الجامعيين.

أودّ أيضا أن أعرب لكم عن اعتزازي
بالمشاركة في أشغالكم، كما كان الحال في العديد من المناسبات التي تمثل الإطار الأرحب والأقوم لتعاوننا البناء وحوارنا المثمر مع كافة الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، ومع الشريك الاجتماعي الاتحاد العام للعمال الجزائريين.

تكتسي هذه المناسبة رمزية خاصة ونحن نشرف على الاحتفال بذكرى تأسيس الاتحاد في 24 فبراير 1956، لنستذكر نضاله الطويل ومساهماته الفعّالة إبّان الثورة المظفرة التي قدم خلالها أبطالا كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ أمتنا المجيدة، من أجل نيل الاستقلال والحرية وعلى رأسهم الشهيد البطل عيسات إيدير.

إن تضحيات مناضلات ومناضلي الإتحاد العام للعمال الجزائريين، لم تتوقف غداة الإستقلال، بل تواصلت عبر مساهمتهم في إنجازات البناء والتشييد، من خلال محطات مفصلية تحملوا فيها أعباء التحول الاقتصادي والمشاركة في السلم والتنمية الإجتماعية بقيادة الراحل عبد الحق بن حمودة، وصولاً إلى القيادة الراهنة بقيادة السيد عبد المجيد سيدي سعيد الذي لم يتوانى في تحمّل مسؤولية و واجب الدفاع عن الجزائر في أحلك الظروف، وساهم في وضع أسس متينة لنطاق الحوار الاجتماعي من أجل حماية حقوق العمال و العاملات.

حضرات السيدات والسادة،
إن تنصيب فدراليتكم يُعبر لا محالة، عن طموحات مستوحاة من الإرادة القوية في مواصلة النهج الذي رسمته القيادة الحالية للإتحاد والذي يتنامى اليوم في شتى المناحي الاجتماعية والاقتصادية والعلمية جراء العديد من العوامل المرتبطة بالتحديات الكبيرة والمتغيرات العديدة لقطاع التعليم العالي و البحث العلمي.

إن الأساتذة الجامعيين هم قوة علمية وثقافية وطلائعية ستقع على عاتقها تنميـة رأس المـال البشـري الضـروري لتحقيـق التنميـة المسـتدامة واستباق الحاجيات من الموارد البشرية القادرة على التفاعل مع متطلبات العصر والتكيف مع الظروف والخصوصيات المحلية والجهوية والدولية، والتي فرضت بفعل العولمة الاقتصادية مرجعيات ومقاييس للتكوين العالي تدعو إلى المنافسة لامتلاك المعرفة.

كما ستُسهم فدراليتكم بلا شك، من خلال اقتراحاتها، في الرفع من مستوى التعليم العالي لمواكبـة متطلبـات سـوق العمـل وتزويـده بـالقوى العاملـة المؤهلـة والمتخصصـة.

ذلك أنّ قطاعات التنمية الاقتصادية تحتاج إلى المهندسين والتقنيين والفنيين والإداريين الذين يمتلكون الإعداد اللازم المطلوب مـن التعلـيم والتـكوين والخبـرة فـي مختلـف المجـالات ذات الصـلة الوثيقـة بـالمجتمع.

كما أن لكم دور ريادي في تطوير قطاع التعليم العالي الذي هو قطاع مفصلي يتطلب محيط مناسب و وسائل عمل ملائمة.

لهذا أضحى من الضروري مواصلة تدعيم وتحسين ظروف عمل مكوناته البشرية ليكون قاطرة منفتحة تجسد علاقة متينة بين التطور الاقتصادي وتوفر المهارات البشرية على اعتبار الجامعات مصدر رئيسي في توفير مهارات ذات كفاءة وعامِل هام من بين العديد من العوامل التي تسهم في تحقيق مستويات نمو وبالتالي ترقية التشغيل والحد من البطالة في بلادنا.

حضرات السيدات والسادة،
إن من بين أهم الرهانات التي تواجه الدول اليوم رهان مواكبة التشغيل. فتحوّل طبيعة العمل الذي بدأ يفقد بُعده المادي لصالح طابعه المعرفي والفكري بالتوازي مع تنامي اقتصاد المعرفة والاقتصاد اللامادي وما يتطلبه من كفاءات مستحدثة، أدّى إلى طرح مسألة إعداد الموارد البشريّة وفق معطيات ومعايير جديدة تختلف جوهريا عما تعودنا عليه في الماضي.

ولقد عملت السلطات العمومية جاهدة (في إطار السياسة الوطنية للتشغيل) على تحسين قابلية التشغيل لدى الشباب الباحثين عن العمل، بمن فيهم خريجي التعليم العالي. مع إطلاق إجراءات خاصة ، مثل إنشاء دور المقاولاتية في المؤسسات الجامعية لنشر الثقافة والفكر المقاولاتي في الوسط الجامعي بالتنسيق مع مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

حضرات السيدات والسادة،
لا يفوتني في هذا المقام، أن أعبّـر لكم عن سعادتي بالتواجد معكم اليوم في مدينة باتنة القطب الإنتاجي الوطني المُتميز، وذلك بمناسبة حضور مراسم التوقيع على اتفاقية شراكة في قطاع تركيب السيارات مع مجمع (Global Groupe) والتي جاءت تتويجا لسلسلة من الحوارات مع مسؤولي هذه الشركة الذين تبنوا مبدأ المسؤولية الاجتماعية لإدماج الشباب في هذا القطاع من النشاط.

وإنني أغتنم هذه المناسبة لأثمّن هذا الإنجاز التعاقدي الهام والبنّاء، وأهنئ الطرفين الموقعين على الاتفاقية، على روح المسؤولية المشتركة والتعاون والثقة المتبادلة و التي بدون شك، ستشكل لبنة جديدة تضاف إلى الرصيد الذي تزخر به بلادنا في مجال اتفاقات ترقية التشغيل وإحداث الأنشطة.

ولازلنا نسعى جاهدين من أجل إثراء هذا الرصيد عبر تشجيع أطراف الإنتاج على إحداث فرص العمل لاسيما للشباب خريجي التعليم العالي.

حضرات السيدات والسادة،
لقد بذلت الدولة جهـودا كبـرى مـن أجـل تطـوير الجامعة الجزائرية، وهذا من خلال الارتفاع المحسوس في عدد الجامعات والطلاب والأساتذة وتثمــين البحــث العلمــي وربطــه بــالواقع الاقتصادي والاجتماعي.

وستتواصل تلك الجهود لمواكبة هذه التوجهات، بما فيها تحسين ظروف وشروط العمل ومستويات العلاقات المهنية في هذا القطاع الحساس وذلك على اعتبار أن الأستاذ الجامعي هو أحد المحاور الأساسية لتحريك عجلة التنمية البشرية.
في هذا الصدد، ستكون فدراليتكم – بلا شك – فضاء خصبا للنقاش وللاقتراحات في إطار الحوار الاجتماعي.

ولا يسعني في هذا المقام، إلا أن أثمن وأشيد بالجهود المحمودة والمتواصلة التي يبذلها الاتحاد العام للعمال الجزائريين للدّفاع عن الحقوق المادية والمعنوية للعمال بما فيها أساتذة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وأنا على يقين أنها لم ولن تدخر أي جهد للدّفع قُدما بكل مبادرة محمودة في هذا الشأن.

حضرات السيدات والسادة،
إنني على ثقة أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين كما عودنا دائما، يتخذ القرارات الحكيمة والسديدة التي من شأنها استدامة عطائه وإنجازاته. وسيأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات والتحولات التي تحيط بعمال وعاملات هذا القطاع. وأؤكد لكم مرة أخرى، أن الحكومة عازمة كل العزم على مرافقة المنظمات النقابية وترقية الحوار الاجتماعي وتعزيز التوافق بين مختلف الشركاء حول الأهداف الإستراتيجية للنمو، وتشييد اقتصاد صاعد طبقا للتوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.

وفي الختام، أتمنى لكم السداد والتوفيق في أشغالكم.

شكرا على كرم الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.



وسائل الاعلام الاجتماعية

وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي
الصفحة الرسمية

يوتيوب